الأحد، 5 يناير 2014

النخلة

لم تحظ شجرة في تراثنا العربي بما حظيت به النخلة من تكريم حتى أنها نالت مكانة عظيمة في الأديان السماوية، وورد ذكرها في القرآن الكريم فى آيات كثيرة وأفاض العرب في وصفها ، وكانت مصدراً لإلهام الشعراء على مر العصور ، وكلما تقدم العلم أكد فوائد جديدة لمنتجات النخلة لم تكن معروفة من قبل .

النخلة لغةً

جاء في لسان العرب لابن منظور : النخلة ، شجرة التمر ، الجمع نخل ونخيل وثلاث نخلات .. وانتخل الشيء أي صفاه واختاره ، وفي القاموس المحيط : النخلة كالنخيل ويذكر واحدته نخلة وجمعه نخيل ويستعمل النخل بمعنى الصفع كما قال الصفدي .

تاريخ النخلة

أجمع كثير من الباحثين على أن شجرة النخيل عمرها يزيد عن أربعة آلاف عام، أما موطن الشجرة الأصلي فيرى العالم الايطالي (بكاري) أن موطنه الأصلي منطقة الخليج العربي ويستدل على ذلك بقوله : هناك جنس من النخيل لا ينتعش نموه إلا في مناطق نادرة الأمطار حيث تتطلب جذوره وفرة الرطوبة .. ويقاوم الملوحة الى حد بعيد ، ولا تتوافر هذه الصفات الا في المنطقة الكائنة غرب الهند وجنوب إيران والساحل الغربي للخليج العربي .
وعرف النخيل في وادي النيل منذ عصر ما قبل الأسرات وقد عثر أحد الباحثين على مقبرة في أرمنت بجنوب مصر ، على مومياء ملفوفة في حصير من سعف النخيل .
واهتم المصريون القدماء برسم النخلة على جدران معابدهم ورصدوا لها ما يقرب من 360 فائدة بعدد أيام السنة ، أما في بلاد الرافدين فقد وجدت ألواح سومرية تتضمن وصفاً مفصلاً لبساتين النخيل ، وفي شريعة " حامورابي " مادة عن التمور والنخيل تقضي بعقوبات رادعة لكل من يقوم بقطع النخيل .
وقد انتشرت شجرة النخيل في العالم بعد الفتح الإسلامي ، فقد نقل العرب زراعة النخيل الى الأندلس في القرن السابع ومنها الى انحاء أوربا ، ووصلت النخلة الى المكسيك في القرن الثامن عشر وعرفت في الولايات المتحدة الأمريكية في مطلع القرن العشرين عقب استيرادها لآلاف الفصائل من العراق وتونس وإيران .

النخلة في الديانات السماوية

حظيت النخلة بمكانة عظيمة في الديانات السماوية فقد أطلق اليهود على النخيل والتمر لفظ ( تمارا ) ويروى عنهم أنهم لاحظوا اعتدال جزوع النخلة وقوامها المديد وخيرها الوفير فأطلقوا على بناتهم اسم (تمارا) تبركاً بالنخلة ورمزاً لخصوبتها ، أما أنصار السيد المسيح عليه السلام فقد فرشوا سعف النخيل في طريقه لأورشليم " بيت المقدس " للمرة الأولى حيث كان سعف النخيل علامة من علامات النصر وكان يقال للنبى عيسي عليه السلام ( ذو النخلة ) لكونه ولد تحتها .
النخلة عند المسلمين


ورد ذكر النخلة في القرآن الكريم في عشرين آية تقريباً في سور مختلفة ومنها : سورة إبراهيم آية 24- 25 قال تعالى : " الم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها " وفي سورة مريم آية 25 قال تعالى : " وهزي إليك بجزع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا فكلى واشربى وقري عينا " وفي سورة " ق" آية 10 قال تعالى :" ونزلنا من السماء ماء مباركاً فانبتنا به جنات وحب حصيد والنخل باسقات لها طلع نضيد " . وروي عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – الكثير من الأحاديث الشريفة التي تعظم مكانة النخلة وفوائد تمرها ومنتجاتها المختلفة فقد روى البخاري وغيره عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما – وكان دون الحلم – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم – قال : " إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وانها مثل المسلم فحدثونى ما هى ؟ فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله ووقع في نفسي أنها النخلة ، فاستحييت ، ثم قالوا : حدثنا ما هى يا رسول الله ؟ قال :" هي النخلة " وفي رواية " ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان فكرهت أن أتكلم ، فلما قمنا حدثت أبي بما وقع في نفسي ، فقال : لأن تكون قلتها أحب الي من أن يكون لي حمر النعم " . وروى الإمام مسلم في صحيحه عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " بيت لا تمر فيه جياع أهله " كما حث الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين عند صيامهم بالافطار على التمر لما له من فائدة عظيمة للصائم ، عن أنس رضى الله عنه قال :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلى على رطبات فان لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء " رواه ابو داود والترمذي .
ويحكى في تراثنا العربي أن أحد ملوك الروم أرسل لسيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قائلاً : " بلغنى أن ببلدك شجرة تخرج ثمرة كآذان الحمر ، ثم تنشق عن أحسن اللؤلؤ المنضد ، ثم تخضر فتكون كقطع الزمرد ، ثم تحمر ، ثم تصفر فتكون كقشور الذهب وقطع الياقوت ، ثم تينع فتكون كأطيب الفالوذج ثم تيبس فتكون قوتاً للحاضر وزاداً للمسافر ، فان صدقت رسلى فلا شك أنها من شجر الجنة " فكتب اليه سيدنا عمر : " نعم صدقت رسلك ، وانها الشجرة التي ولد تحتها المسيح عليه الصلاة والسلام ، فلا تدع مع الله الهاً آخر "

النخلة عند الشعراء

ظلت النخلة مصدراً لإلهام الشعراء العرب على مر العصور فطالما فتنوا بها وأفاضوا في وصفها لخيراتها العديدة وشموخها وأصالتها فقد وصفها ابو العلاء المعري بأنها أشرف الشجر قال :
وردنا مـــــاء دجلة خير ماء وزرنا أشرف الشجر النخيلا
وقال الحطيئة :
وأحلى من التمر الجنى وعنده بســـالة نفس ان أريد بسالها

ووجد فيها عبد الرحمن الداخل أنيساً له في غربته بالأندلس فانشد يقول :
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت شبيهى في التقرب والنوى وطول اكتئابى عن بني وعن أهلي
نشأت بأرض أنت فيها غريبة فمثلك في الاقصاء والمنتأى مثلي

وقال أحمد شوقى عن التمر :
طعام الفقير وحلوى الغني وزاد المسافر والمغترب

وأنشد احدهم يقول :

كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعأً يرمى بحجر فيلقى أطيب الثمر

إنتاج النخيل العربي

يقدر اجمالى عدد النخيل في العالم بما يقارب مائة مليون نخلة ، يمتلك الوطن العربي منها مايقارب 70مليون نخلة ،و كانت تمتلك العراق وحدها 32 مليون نخلة حتى العام 1980م وتراجع انتاحها إلى 10 ملايين نخلة نتيجة للعمليات العسكرية ، وتأتي دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الأول إذ بلغ عدد أشجار النخيل بأراضيها 40 مليون نخلة تنتج حوالي 757601 طن من التمور " حسب إحصائية وزارة الزراعة والثروة السمكية بدولة الإمارات العام 2001م " وتمتلك المملكة العربية السعودية 13مليون نخلة ومصر 9.5مليون نخلة والجزائر 8مليون نخلة واليمن 5.5مليون نخلة وليبيا 4.6 مليون نخلة وينتج الوطن العربي من التمور 3مليون طن ( العام 1986م ) ويساهم الوطن العربى بنحو 74% من الانتاج العالمى للتمور ، وبلغت صادرات السعودية من التمور 19.4 الف طن وصادرات العراق 150الف طن قبل حرب الخليج الثانية .
أما الإحصاءات النسبية لإنتاج النخلة الواحدة من التمور فتصل إلى 53.3 كيلو جرام فى مصر ، وفي السعودية تنتج النخلة الواحدة 37 كجم وفي المغرب 18,5كجم
وفي ليبيا تبلغ 18كجم . أما اكثر الدول العربية استهلاكاً للتمور فتأتي السعودية على رأس القائمة يليها العراق وليبيا والجزائر ومصر .
فوائد النخلة

لا يوجد جزء في النخلة بدون فائدة ابتداء من جزعها حتى شوكها وقد آلفها العرب منذ القدم لتعدد فوائدها فمن ثمارها غذاء ومن جزوعها مواد للبناء ومن فروعها أثاث وغطاء .
وقد استخدم العرب جزوع النخلة في سقف البيوت وصناعة الآلات البدائية وصنعوا من جريدها الأقفاص والسلال والحصر والمراوح ، ومن ليفها صنعوا الحبال والمكانس اليدوية ، أما نوى البلح فاستخدموه علفاً للإبل وقد اثبت العلم الحديث أن نوى البلح يحتوى على زيت أجود من زيت بذرة القطن وإذا أحرق النوى واكتحل به الانسان سود العين وأنبت هدبها وإذا طبخ وشرب فتت الحصاة واذا احرق يلحم الجروح ، أما طلع النخلة فيحوي داخله حبوب اللقاح فيفيد بعد تصفيته في علاج حالات الالتهاب والنزيف والاسهال والحمى ويحتوي على مواد منشطة للجسم .
التمر غذاء ودواء

تتعدد ألوان التمر وأشكاله وأصنافه ، فمنه التمر الأخضر والأحمر والأصفر والأسود والرملي ومنه الجاف ، التمر ، الرطب ومنه الزغلول ، الأمهات ، السمانى ، العجوة .
وأهم أصنافه في الوطن العربي ( الخلاوي ، الخضراوي ، البرحي ، السكري ، القصبة ، مناخير ،الشراس ، الخلاص ، الساير ، المكتوم ، الزهدي ، الحفناوي ) .
وقد وصف التمر في الطب القديم بأنه مقو للكبد ملين للطبع وأكله على الريق يقتل الديدان ، وهو فاكهه وغذاء ودواء وشراب وحلوى ويحتوي على أملاح الكالسيوم والفوسفور والحديد التي تساعد على تقوية الدم والتخلص من الحموضة الزائدة والسموم المتراكمة في الجسم .
وكشفت الأبحاث المعملية الحديثة عن السر في قوة الإبصار عند سكان الواحات في البلاد العربية وقدرتهم على الرؤية لمسافات بعيدة بعدأن تم التوصل إلى أهمية التمر كقيمة غذائية عالية إذ أنه غني بفيتامين (أ) الذي يحافظ على أنسجة العين ورطوبتها وبريقها ويمنع ضعف الابصار وجفاف مقلة العين ويفيد في سلامة الطبقات الداخلية للعين لأنه يعمل على تكوين الخلايا الملونة في شبكة العين كما يحتوي التمر على أنواع متعددة من السكر كسكر العنب ( الجلوكوز) وسكر الفاكهة(الفركتوز ) وسكر القصب (السكروز) ونسبتها فيالتمر حوالي 70% وهي في التمر سريعة الامتصاص سهلة التمثيل الغذائي وتذهب للدم مباشرة دون حاجة لعمليات هضمية وكيميائية معقدة فالمعدة تستطيع هضم التمر خلال ساعة بينما باقي المواد الغذائية الأخرى تحتاج لما يقرب من ست ساعات ليتم هضمها وامتصاص السكر الموجود فيها .
أما الأثر النفسي للتمر فهو يضفي السكينة على النفوس القلقة المضطربة التي أثرت عليها أعباء الحياة الحديثة اذ أن التمر يساعد على تقليل افراز هرمونات الغدة الدرقية لاحتوائه على فيتامين ( أ) والذى يقلل من كيماويات الجسم الزائدة المسببة للاضطراب النفسي كما انه يحتوي على مجموعة فيتامين (ب) المركب التي تفيد في تقوية الأعصاب وتليين الأوعية الدموية وترطيب الأمعاء وحفظها من الالتهاب والضعف العام . ويفيد التمر في حالات الشلل وهبوط عضلة القلب وفي علاج القرحة المعدية وأمراض الكبد وجفاف الجلد ، ويعد الرطب من أفضل الأغذية للحامل والنفساء والمرضع لاحتوائه على المواد الغذائية في صورة مركزة سهلة الهضم تزيد من القيمة الغذائية في حليب الرضاعة وبالتالي يكسب المولود الصحة والمناعة ضد مختلف الأمراض . واذا اضيف اللبن على التمر كان منأحسن الأغذية وبخاصة لذوي الجهاز الهضمي الضعيف . وتقوم على التمر صناعات مختلفة منها : صناعة عسل التمر ، السكر السائل ، العجوة ، المربى والحلوى ، الخميرة ، الخل ، ويقوم على النوى صناعة الأدوية والأكحال والزيوت . على أثر ذلك اكتسبت النخلة عند العرب مكانة مرموقة فجعلوها رمزاً للشموخ والأصالة والعطاء المتجدد .

السبت، 21 مايو 2011

واحة الجرف

تنتمي واحة الجرف إلى جهة مكناس تافيلالت، تمتد ما بين خطي طول 4 درجات 20 دقيقة و 4 درجات و 20 دقيقة غرب خط غرينيتش، وبين خطي عرض 31 درجة و 25 دقيقة و 31 درجة و 63 دقيقة شمال خط الاستواء. تحد واحة الجرف من الشمال جماعة "مدغرة" و"الخنڭ" (Elkheng)، ومن جهة الجنوب جماعة "سجلماسة" وشرقا جماعتي "عرب الصباح زيز" و"السيفا" وغربا جماعة "املعب". وتنقسم الواحة إداريا إلى جماعة حضرية بالجرف المركز، وجماعتين قرويتين: جماعة "عرب الصباح اغريس"(حنابو) شرقا وجماعة "فزنا" غربا. و الجرف عبارة عن منخفض رسوبي منفتح على الصحراء من جهة الجنوب وهو امتداد لسهل تافيلالت في جزئه الشمالي الغربي، وتتخلل هذا المنخفض نتوءات صخرية أهمها "طنطة" بفزنا، كدية المنقارة، كدية الڭارة بالجرف المركز و"بين الجبيلات" بجماعة عرب الصباح اغريس (حنابو) ولا يتعدى ارتفاع هذه الكتل في الغالب 1000 متر إضافة إلى أن المنخفض لا يقل ارتفاعه عن مستوى سطح البحر، كما تحد المنخفض هضبة "مسكي" من جهة الشمال ومن الجنوب الغربي جبال "أڭنات" مقدمة جبال الأطلس الصغير، ويصل ارتفاعها إلى 1037 متر. وتعرف تربة المنخفض ضعفا في الخصوبة وفقرا من حيث المواد العضوية، وهو ما يؤثر سلبا على إنتاجية القطاع الفلاحي إضافة إلى زحف الرمال وتزايد التصحر بالمنطقة. تعرف الواحة مناخا صحراويا والذي يتميز بالجفاف طيلة السنة وقلة التساقطات التي تكون عبارة عن زخات عاصفية عموما، كما يتميز بالحرارة المرتفعة في الصيف (ما فوق °40) وبرودة قارسة في فصل الشتاء (تحت °0 أحيانا). تشهد المنطقة رياحا شرقية تعرف ب"رياح الشرڭي"، وهي رياح جافة وحارة، في حين لا تستفيد من الرياح الرطبة المعتدلة نظرا لقاريتها (بعدها عن المؤثرات البحر)

الأحد، 15 مايو 2011

جماعة الجرف

الجرف بلدية تنتمي إلى إقليم الراشيدية وتبعد عنها ب76 كلم وعن مدينة أرفود ب19 كلم وتتميز بوجود سوق الأربعاء بها. تضم البلدية جماعتين قرويتين عشورية. فزنة. والجرف بلدة صغيرة واهلها كرماء ملها عدة منتوجات فلاحية أهمها التمر (امجهول_الفكوس _الخلط) هذه بذرة مقالة عن موقع جغرافي في المغرب تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.

الثلاثاء، 22 مارس 2011

الخطارات

عاد موضوع الخطارات، باعتبارها مصدرا للخصب والحياة وشاهدا على ذاكرة الماء، مجددا ليفرض نفسه بقوة على جدول أعمال الاجتماع الأول للمجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لكير`زيز` غريس، الذي احتضنته مدينة الرشيدية مطلع الأسبوع الجاري. ويعود الاهتمام الواضح بهذه التقنية العبقرية للتحكم في الموارد المائية الجوفية وتعبئتها، إلى كون عدد كبير من الخطارات أصبحت مهددة بالاندثار بعد نضوب العديد منها، بالرغم من أن هذه التقنية أثبتت، على مر الزمن، فعاليتها وقدرتها على تأمين أسباب الوجود والاستمرارية لنمط من العيش في الواحات، ما انفك يقاوم زحف التصحر وما يستتبعه من تدهور بيئي غير مسبوق. ذلك أن الخطارات، وبفضل معدل الصبيب الذي تضخه في الفرشة المائية، الذي يقدره الأخصائيون بحوالي 260 لتر في الثانية أي ما يوازي 8 متر مكعب سنويا، أبانت عن فعالية نادرة في تثمين وعقلنة استغلال الموارد المائية، في وسط يشكو أصلا من شحها بفعل ضغط التحولات المستمرة والمتكررة. ولا غرو، فاختفاء خطارة واحدة، عدا كونه خسارة لهذا التراث الإنساني، يرهن أيضا مصير جزء مهم من الاستغلال الفلاحي، ويؤثر سلبا في المنظومة البيئية، مادام أن الحفاظ على الظروف الطبيعية والبيئية بهذا الوسط، يتوقف على صمود الخطارة أصلا، بماهي مصدر للوجود والحياة. كما أن اختفاء الخطارات يولد بالضرورة انعكاسات اقتصادية واجتماعية على الساكنة التي تضطر، تحت وطأة الفقر، إلى مغادرة مجالها الجغرافي والاجتماعي، وهو ما يزيد الأمر تعقيدا لكون حالة التردي التي آلت إليها الخطارات ليس مردها فقط لزحف التصحر، وإنما أيضا لغياب الصيانة. فإذا صح أن بناء الخطارات لا يستدعي في حد ذاته مصاريف كبيرة، فإن أشغال الصيانة الدائمة، لاسيما منها تطهير المجاري من الرمال، يستوجب عناية خاصة. وبهذا الخصوص، يؤكد علي كبيري نائب برلماني عن إقليم الرشيدية وأحد المدافعين عن البيئة "إنه من واجبنا أن نعتني بهذه التقنية العبقرية والبيئية التي تحترم دورة الطبيعة، وأن نحمي هذا التراث التاريخي من الاندثار عبر صيانته".( بل إن عددا من الخبراء غالبا ما يدعون إلى العناية الدائمة والمستمرة بالخطارة كما لو كانت صبيا، بحيث أن أشغال الصيانة تستلزم الصبر والنفس الطويل، لاسيما منها تلك المرتبطة بتطهير المجاري من الرمال، وتصويب مستويات الانحدار أو الميلان، وبناء البالوعات وتمديد الآبار. ويخضع نظام توزيع المياه التي تحملها الخطارات لقانون عرفي يسمى "حق الماء"، الذي يحدد حصص كل مستفيد بحجم ما بذل من جهد وأدى من أشغال خلال مرحلة بناء الخطارة، علما بأن عملية التوزيع تنقسم إلى حصص متساوية تسمى "فردية" وتوازي كل واحدة منها 12 ساعة من الحق في الري. وبالمقابل، يكون إصلاح الخطارة عملية بالغة الصعوبة وتتطلب جهدا كبيرا، لكونها تطرح مشاكل عدة يقارنها الخبراء بما قد تستلزمه من جهد وعناء عملية ترميم أثر تاريخي، هذا على افتراض وجود يد عاملة مؤهلة وما يكفي من الموارد المالية اللازمة. غير أن انخفاض مداخيل صغار الفلاحين بمنطقة تافيلالت، الذي أفرزه تراجع منسوب الفرشات المائية، غالبا ما يدفع بهم إلى الهجرة نحو المراكز الحضرية، مما يزج بهم في حلقة جهنمية مفرغة بات من الضروري كسرها حتى لا تستمر في إنتاج الفقر وإعادة إنتاجه. ومن المؤمل أن تكون هذه الغاية من ضمن الأهداف المتوخاة من الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات، التي أحدثت مؤخرا، في أفق تصحيح هذا النوع من الاختلالات السوسيواقتصادية بمنطقة تافيلالت. ولا غرابة، فالخطارة فضلا عن طابعها الاقتصادي، تفترض وجود محيط اجتماعي وطبيعي يرتبط بمنظومة من الأعراف والقيم، تستند إلى دينامية جماعية ينخرط بموجبها جميع ذوي الحقوق في سيرورة واحدة لا تختلف كثيرا في معناها ولا في مبناها عن المقاربة التشاركية، التي غدت حاليا عنوان المرحلة. ووفق نفس الرؤية، يصبح تدبير المجال الاجتماعي أمرا لا يتعارض البتة مع النمو الديمغرافي، ويتماشى في تناغم ذكي والمعطى البيئي، بما يضمن للأنشطة المنجزة أسباب الاستمرارية والبقاء.

السبت، 19 مارس 2011

سلالة الدمان

ما شاء الله تبارك الله اعتقد ولا خاب ظني انها من سلالة الدمان
سلالة الدمان السمات العامة قطيع غير متجانس يتميز بألوانه المختلفة و المتنوعة، تعيش في الحظائر داخل مجموعات صغيرة ( بمعدل 5 نعاج بكل مجموعة)، شكل بعض أكباش هذه الفصيلة يحمل على الظن أن تركيبة هذه السلالة ساهمت فيها فصيلة الأكباش الوبرية الموجودة بإفريقيا الغربية. تجد هذه الفصيلة صعوبة في التكيف خارج منطقتها الأصلية خصوصا بمناطق الرعي التقليدية، تقدر أعداد النعاج بنحو 300.000 نعجة. تعريف السلالة : تتميز سلالة الدمان بقامتها القصيرة، رأس مدقق و ضيق مع أذنيين طويلتين متدليتين خلف الرأس، نلاحظ لدى بعض الذكور تواجد العرف و الطوق، تنعدم القرون لدى الذكور و الإناث سويا. و تتميز بلونها البني و الأبيض و الأسود أو المختلط. الموطن : مهد سلالة الدمان بمنطقة الراشيدية و ورزازات الخصائص الإنتاجية التوالد: نعجة سلالة الدمان معروفة بقدرتها الإنجابية العالية طول السنة حيث تسجل فترات قصيرة بين الولادات (180 إلى 200 يوم). الخصوبة المتوسطة تتراوح ما بين 80 و 100 بالمائة، أما نسبة الولادات فتتراوح ما بين 1,6 و 2,3 بالمائة إنتاج اللحوم: يتراوح متوسط الوزن عند الولادة ما بين 1,7 و 2,9 كلغ حسب ظروف الإزدياد، بعد 70 يوما يصبح هذا الوزن 11 إلى 15 كلغ، متوسط وزن الكبار يتراوح بين 30 و 45 كلغ لدى النعاج و 50 إلى 70 كلغ لدى الفحول. معدل النمو عند هذه السلالة يتراوح بين 160 إلى 180 غرام في اليوم خلال 10إلى30 يوما و 170 إلى 200 غرام في اليوم خلال30 إلى 70 يوما. إنتاج الصوف: صوف سلالة الدمان رديء الجودة، و لا يغطي عموما إلا الظهر مع تواجد كثيف للهلب. متوسط وزن الجزة الواحدة يتراوح ما بين 0,5 إلى 1,5 كلغ.

برج بفزنا لفنان ألماني